First Meeting Skills in Teaching Arabic as a Foreign Language

مهارات اللقاء الأول في تعليم العربية للناطقين بغيرها

عبد الرحمن منقوله

لا يخفَى على كُلِّ ذي بصر وبصيرة أنَّ كُلَّ إنسان إذا أقدم على تَعَلُّمِ لغة جديدة فقد يكون مُتَهَيِّبًا منها ظَانًّا أنَّها صعبة لا يقدر على تعلمها، وقد لا يكون أمامه بُدٌّ من تعلمها بدافع العمل أو الدراسة أو غير ذلك ويصدق ذلك على كل لغة ثانية يريد الإنسان تعلمها ويستوي في ذلك العربية وغيرها من اللغات.
ولذلك لا بُدَّ للمعلم أنْ يكون ماهرًا في استخدام سبل وطرق مختلفة لجذب الطلاب وتحبيبهم في هذه اللغة منذ اللقاء الأول؛ فهو يتوقف عليه بنسبة كبيرة استمرار الدارس في التعلم أو الانقطاع عن ذلك بعد أول لقاء لأن الانطباعات الأولى تدوم، واللقاء الأول هو حجر الزاوية في العلاقة بين المعلم والمتعلم، فالانطباع الذي يتركه هذا اللقاء يبقى في ذهن المتعلم حتى النهاية.
ولذلك نود التنبيه على بعض النقاط التي يجب على المعلم مراعاتها في اللقاء الأول وكذلك في المستويات المبتدئة.
1– كسب قلوب الطلاب منذ اللحظة الأولى بالابتسامة المعبرة والكلمة الطيبة والاستقبال المحفز لهم بكلمات إيجابية.
2– لا تضع حاجزًا بينك وبين طلابك وتَبَاسَطْ معهم في حدود الأدب والأخلاق وأَشْعِرْهُم أنك أخوهم الأكبر.
3– استنطق الطلاب من اللحظة الأولى وذلك على الأقل بإلقاء السلام؛ فتكرار السلام مع دخول كل طالب إلى الدرس يجعل الطلاب يحفظون صيغته والمعلم يُفْهِمَهُم المعنى، فإذا خرج الطالب من اللقاء الأول فقط بإلقاء السلام بداية وختامًا وَثِقَ بنفسه وأيقن أنَّ اللغة ليست صعبة.
4- خذ دائما الطالب المتميز مثالًا وابدأ به ليسمعه الطلاب وانتقل منه إلى الأضعف دون إحراج الطالب المتعثر واقلب موقف تعثره إلى مزاح.
5– اجعل أمثلتك لهم دائمًا من الكلمات المادية المحسوسة واستخدم التمثيل ولغة الجسد والصور والمجسمات والأشياء العينية، واجعل الترجمة أو اللغة الوسيطة آخر طريقة لتوصيل المعلومة. فقد قال الدكتور رشدي طعيمة عن ذلك (آخر الدواء الكي)، وابتعد عن الكلمات المجردة التي يصعب توصيل معناها للطلاب أو إيجاد صورة لها.
6– شارك الطالب الضعيف أو الانطوائي شيئًا فشيئًا ولا تهمله؛ فله حق عليك واجعله يثق بنفسه من خلال أسئلة بسيطة في البداية يستطيع إجابتها، وامدحه أمام زملائه.
7– اهتم بالضعيف حتى في وقت فراغك أو استراحتك، ولا تبخل عليه بالمساعدة ولو قليلًا فهذا يترك في نفسه أثرًا طيبًا.
8– تذكر الثواب والأجر الذي ينتظرك في نهاية ذلك، فلو تعلَّم شخص منك شيئًا ليصلي به أو ليقرأ به القرآن سيكون ذلك في ميزانك يوم القيامة، وضع نصب عينيك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
9– تعرَّف إلى طلابك جميعًا، وحاول حفظ أسمائهم ما استطعت إلى ذلك سبيلًا، ونادهم بها من أول يوم؛ فهذا يشعرهم باهتمامك بهم فمن أحب الأشياء للطالب مناداته باسمه.
10– ابنِ جسرًا من التواصل مع الطلاب حتى خارج الدرس، وتكلم معهم كثيرا وصاحبهم وكن أخا كبيرا لهم؛ فذلك يزيد الألفة بينكم مما يجعلهم يحبونك وإذا أحبوك أحبوا درسك.
11– اعقد مع طلابك عقدًا اجتماعيًّا من بنوده ما يلي:
أ– التكلم بالفصحى دائمًا في الدرس.
ب– الالتزام بوقت الدرس والاستراحة من المعلم والطلاب حفاظًا على وقت الدرس
ج– التنبيه على تجنب الغياب إلا للضرورة، وإثارة دافعية الطلاب نحو الدرس بتشجيعهم وتقديم المكافآت البسيطة حال النجاح.
د– حثهم على الجرأة والشجاعة في السؤال والمناقشة ليصلوا إلى ما يريدون من التعلم.
ه– التذكير دائمًا بهذا العقد حال نقضه من الطلاب في بعض الحالات.
و– يوضح المعلم للطلاب أن هذا العقد نابع من حرصه على مصلحتهم
12 – تذكر دائمًا أنه (ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه) فكن رفيقًا صبورًا رحيمًا بطلابك فقد تقابل ضعيف الفهم أو سيء الكتابة فاصبر ولك الأجر
13 – احفر لنفسك مكانة في قلوب طلابك. يقول أحد المعلمين: ما زلت على اتصال بطلابي منذ عشر سنوات. والآخر يقول: قابلني شخص في المطار وبعد عناء تذكرته فقد درَّست له منذ سنوات، واجتهد في مساعدتي ورافقني حتى ركبت طائرتي، وغيرها من النماذج الكثير وما كان ذلك إلا بقليل من الحب وشيء من الود والألفة مع طلابك والاجتهاد في مساعدتهم وتعليمهم.
وفي النهاية تذكَّر عظيم الأجر من الله تعالى على ما تفعل، واعلم أنَّ التدريس مهنة عظيمة جليلة فلك من الله الأجر ومن طلابك عظيم التقدير والامتنان.