Listen and Read in Arabic – جحا يعرف الطريق

جحا يعرف الطريق

. أرادت زوجة جحا بعض الحطب لكي توقد نارًا تطهو عليها الطعام
. فذهب جحا ليحتطب من مكان تكثر به الأشجار
. صعد جحا شجرةً كبيرةً ليقطع منها غصنًا ضخمًا وراح يضربه بفأسه بينما هو كذلك رآه شيخ كبير كان يمر أسفل الشجرة
: نظر الشيخ إلي جحا، فرآه يقف علي الغصن الذي يقطعه؛ فقال
. يارجل، ماذا تصنع ؟ الآن ستقع ولكن جحا لم يعره أذنًا صاغيةً
.بعد قليل سقط الغصن وسقط معه جحا فراح يصرخ من الألم وتذكر ذلك الشيخ الذي أخبره بسقوطه قبل أن يقع
.فأسرع خلف الشيخ مناديًا : ياشيخنا، ياشيخنا، أما وقد علمت بسقوطي فإنك من أهل الكشف وإنني لمصدقك في كل ما تقوله
، قال الشيخ : يارجل إن الغيب لا يعلمه إلا الله وأنا لم أدَّع شيئا أعرفه فالعلم عند الله قال جحا : ولكنك أخبرتني أني سأقع
. فأخبرني عن وقت موتي
 .قال الشيخ مستنكرًا : أستغفر الله ثم ذهب لحاله ولكن جحا تعلق به راجيًا ولم يدعه يمض في سبيله
.فلما أعيت الشيخ الحيلة ولم يجد سبيلًا للخلاص من هذه الورطة، قال له : متي حملت حمارك حطبًا ونهق النهقة الأولي
..قال جحا متعجلًا : سأموت بعدها علي الفور قال الشيخ : لا .. ستخرج نصف روحك فإذا نهق ثانيًا خرجت روحك كلها
.ثم ذهب الشيخ لحال سبيله
.جمع جحا الحطب فوق حماره وسار به فمر بجوارهما حمار آخر فنهق حماره فقال جحا : هذه أول سكرات الموت
.وبعد قليل نهق الحمار مرة أخري فانطرح جحا علي الأرض قائلا: الآن لقد مُت ثم أغمض عينيه وأصبح كالأموات
.فمر به بعض أهل قريةٍ قريبةٍ فظنوه ميتًا فأحضروا تابوتا ووضعوه فيه وحملوه وسارو به نحو البلدة
وفي الطريق اعترضهم نهر فوقفوا يتشاورون كيف يجتازون تلك العقبة ؟ هل يذهبون من هنا أم من هناك ؟
.وبينما هم في حيرتهم أخرج جحا رأسه من التابوت، فألقوا بالتابوت فجأه وأسرعوا بعيدًا في خوف
، فقال لهم جحا، وهو يشير بيده : عندما كنت حيًّا كنت أمر من هذا الاتجاه فهو أقرب وأسهل لكم
. ومع ذلك احملوني في الاتجاه الذي يرضيكم